[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]غزة - رشا بركة - صفا
تداخلت مشاهد القتل ببعضها وامتزجت الدماء بالدماء والأجساد كأنها هي
نفس الأجساد، أطفال ونساء وشيوخ ورجال شهداء، مشاهد جعلت حرب الفرقان التي
تمر ذكراها الرابعة كأنها هي نفسها معركة حجارة السجيل التي لازالت غزة
تعيش تبعاتها.
وفي مشاهد أخرى؛ فإن الفرقان ليست كحجارة السجيل في
عيون الناظرين، فالنصر في الأولى جاء بعد طول استبسال للمقاومة ومذابح بشعة
استمرت لـ21 يوماً، فيما فاحت رائحة النصر في الثانية واستنشقت غزة عبيرها
منذ اليوم الثاني لها عبر مفاجآت أخضعت الاحتلال في أقل من أسبوع لتكون
حرب الثمانية أيام.
وجسّد معرض (ذاكرة الفرقان بعيون السجيل) الذي
جاء تنظيمه في الذكرى الرابعة لحرب الفرقان عام 2008، مقارنة حقيقية بين
الحربيْن اللتين شنهما الاحتلال الإسرائيلي على غزة، أظهرت إنجازات
الاحتلال من ناحية وإنجازات المقاومة والشعب الفلسطيني فيهما من ناحية
أخرى.
(ضحى، سعد، عبد، أمل، سمر) وعوائل بأكملها أبيدت وانتهى عددها
لأكثر من 1417 شهيدًا، كان إنجاز الاحتلال الأبرز في حرب الفرقان، فيما
كانت سارة ومحمد، جمانة، عبد الرحمن، تسنيم وعشرات أفراد العوائل
الفلسطينية التي انتهت إلى 175 شهيداً هم إنجاز الاحتلال في حجارة السجيل.
المقاومة في الحربيْن
وفي
المقابل؛ أبرز المعرض إنجازات المقاومة في الحربيْن، حيث أوقعت ما مجموعه
49 قتيلاً إسرائيلياً و411 جريحاً وأسقطت ما مجموعه 1215 صاروخًا وقذيفة،
وأسقطت طائرة استطلاع ودمرت ما مجموعه 127 بين ناقلة جند ودبابات وأليات
أخرى في حرب الفرقان.
وعكست صور إنجازات المقاومة في معركة حجارة
السجيل المفاجآت التي فجرتها المقاومة خلالها، ففي صورة عامة لقلب "تل
أبيب" ظهر عشرات الإسرائيليين وقادة الاحتلال وهم ينبطحون أرضاً لحظة سقوط
صواريخ المقاومة لأول مرة على المدينة.
وتكشفت في صور أخرى مستوى
الصدمة والفاجعة التي أصيب بها قادة الاحتلال بسبب الإمطار غير المعهود
للصواريخ والذي شهدته بلدات الكيان الإسرائيلي على مدار الساعة خلال هذه
المعركة، والتي دفعت وزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك الذي قاد هو نفسه
حرب الفرقان للاستقالة ومغادرة الحياة السياسية بأكملها.
ولم يغب عن
المعرض إنجازات أخرى للاحتلال الإسرائيلي في الحربيْن، حيث تكررت الصورة
لتكون المنازل والمساجد والملاعب والمؤسسات العامة هي بنك الأهداف في
الحربيْن، إضافة لاستهداف وسائل الإعلام فيهما لمحاولة دفن حقيقة جرائمه
ومنع نقلها للعالم.
ولم تظهر الأهداف الحقيقية التي أرادها الاحتلال
من الحرب الأولى، فهو لم يخرج منها بتحرير الجندي الإسرائيلي الذي كان
مأسوراً في غزة، ولم يسقط الحكومة ولم يقض على المقاومة، فيما أبرزت الصور
أن الاحتلال لم يكن له هدف في الثانية سوى القتل والدمار.
وأبرزت
إحدى زوايا المعرض حجم الصواريخ والقذائف الثقيلة تقدمها صاروخ "هيل فاير"
بحجمه الضخم وقذيفة APAM وأخرى كان يستخدمها جيش الاحتلال في قصف منازل
المدنيين، والتي أظهرت أنواعاً جديدة كان الاحتلال يجري على الأبرياء في
غزة تجارباً لها.
ورغم كل المشاهد التي جمعت بين الحربيْن إلا أن
صوراً خرجت من رحم مجازرهما لتؤكد أنه بالفعل "وانتصرت غزة"، عبر عنها رجال
المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني الذين خرجوا عن بكرة أبيهم ليعلنوا
ويحتفلوا بهذا النصر.
لم تتحقق أهدافهما
وفي
كلمة خلال المعرض أكد النائب الأول للمجلس التشريعي أحمد بحر "أن الاحتلال
في حرب الفرقان قذف بحممه على الأطفال والنساء والمساجد والمنازل ولم يحقق
شيئاً من أهدافها وخلف وراءه مئات الشهداء وانحدر مهزوماً بفضل صمود
المقاومة والشعب الفلسطيني".
وأضاف "نعيش في هذه الأيام معركة
السجيل وهي التي قادها باراك كما قاد الحرب الأولى على غزة، لكن الصورة
كانت شيئاً أخر فعذبهم الله بأيدي المجاهدين وظهرت صور الخزي والعار
والفضيحة لقادة الاحتلال".
وشدد على أن العدوان الأخير على غزة شهد
مفاجآت أذهلت الاحتلال وكان أبرزها وصول صواريخ المقاومة لـتل أبيب خاصة
وأن معظمها من صنع المقاومة في غزة، والتي أرغمت 3 ملايين للدخول في
الملاجئ.
وأوضح أن معركة "حجارة السجيل" أرغمت الاحتلال وفي أسرع وقت للخضوع لشروط المقاومة، بل وسعى لوقف الحرب منذ الأيام الأولى لها.
وأكد
بحر ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة والتمسك بالثوابت من
أجل تحرير فلسطين والوقوف أمام غطرسة الاحتلال واستيطانه وتهويده للأرض.
ولفت
إلى أن العودة لأي مفاوضات لن يكون حلاً ولن يوقف الاحتلال عند حده بل
سيزيد من الاستيطان والتهويد والاعتقال، مطالباً المقاومة الفلسطينية
بالتوحد لتحرير الأسرى كما حققته صفقة "وفاء الأحرار".